بسم الله الرحمان الرحيم
بابا السيد والبوليساريو خط الشهيد

أنا كمناضل من مناضلي البوليساريو خط الشهيد، أعيش بالمخيمات، كنت متأكدا منذ ظهور هذه الحركة الإصلاحية داخل البوليساريو ـ والتي أصبحت القيادة تحسب لها ألف حساب، مما دفعها إلى تأجيل المؤتمر، خوفا من هذا التيار المعارض، وأملا في تصدعه وإنقاسمه ـ كنت متأكدا من أن بابا السيد، رغم تاريخه في الثورة المعروف للجميع، قد تاب وعاد إلى رشده، وأنضم إلى البوليساريو خط الشهيد، للتكفير عن أخطائه، وذلك ما كان يظهر بوضوح في كتابته بهذه الزاوية من،أرسو، أو مداخلاته في النقاشات عبر الأنتيرنيت في غرف الصحراويين: البالتالك.. ولما كتب موضوع: خط الشهيد انزلق، باللغة الفرنسية، تصورت أنه مجرد رأي يعارض فيه تصريحات المناضل المحجوب السالك للمجلة المغربية تيل كيل، وذلك من حقه، رغم انه يشم من قراءة ما تحت السطور تملق واستجداء لقيادة البوليساريو، أو بعبارة أخرى حمل الراية البيضاء والاستسلام للقيادة الحالية للبوليساريو...
أما لما كتب موضوعه الأخير المتعلق بقرار مجلس الأمن وطالب فيه القيادة بحل البوليساريو خط الشهيد، فقد ظهر صاحبنا على حقيقته، وأن توبته لم تكن توبة صادقة، وإنما مزايدة، أملا ورغبة في رضا قيادة البوليساريو لترد له الاعتبار وتعينه مسؤولا في باريز...  فالجميع يعرف أن الأستاذ بابا السيد ليس إلا واحدا من هذه القيادة، التي تأكل القلة وتسب الملة...
بابا السيد غائر من إطارات خط الشهيد، لأنهم لم يكونوا مثله من القيادة، ولم يقتسموا معهم الحلوى.. ولم يكونوا ممثلين، ولم يطلبوا اللجوء السياسي، بل مناضلين ومقاتلين قرروا أن يقوموا بحركة إصلاحية داخل البوليساريو، لتصحيح مسار رفاقه من القيادة العاجزة والأنانية بإرجاعها لجادة الصواب أو العمل على تغييرها، ولم تنفع معهم الرشاوى والمناصب المعروضة عليهم من القيادة... ولما فشل في ركوب موجتهم، بدأ يدعو لحلهم...
فالبوليساريو خط الشهيد جاءت كتعبير عن طموح وآمال الجماهير الصحراوية أمام هذا القنوط والمستقبل الغامض الذي فرضته القيادة بعجزها عن إدارة الصراع مع العدو والأمم المتحدة خلال أكثر من 15 سنة من وضعية اللاحرب واللاسلم، ولن يستطيع لا هو ولا القيادة العاجزة عن حلها، ويا ليتهم يستطيعون كانوا فعلوها منذ زمن...
أقول هنا للأستاذ بابا السيد، بأنه إذا كانت الجلدة تقبل في وجه الكتاب، فإن عليه كذلك أن يعرف، أن ابن نوح عليه السلام كان كافرا ولم ينفعه قربه من النبي الكريم عليه السلام... فعلى بابا السيد أن يتوب بصدق، فالشعوب تمهل ولا تهمل..
(...)
كلمة أخيرة له ولأمثاله: إن مشكلة الصحراء الغربية مشكل سياسي وحله سياسي عن طريق المفاوضات المباشرة مع النظام المغربي الغازي اليوم أو غدا أو بعد مئة سنة. ومن يتجاهل هذا يعبر عن غباوة وسذاجة سياسية لا مثيل لها.. وللحديث بقية، وإن عدتم عدنا...
والسلام على من إتبع الهدى
بطل واحد هو الشعب، زعيم واحد هو الشهيد
سعيد أصلوح الرابوني